الخميس، 29 أكتوبر 2009

الثقافة وتحديات ثورة الاتصالات




تفرض ثورة المعلومات حاليا واقعا جديدا على السيادات الوطنية والقوميات من خلال جعلها العالم قرية كونية صغيرة، الأمر الذي جعل الدولة بشكلها الحديث تعاني من مشكلات تزيد عما عانته خلال القرنين الماضيين. فعالم اليوم يسير بسرعة نحو ما سماه أحد مهندسيه، (والتر ريستون)، الرئيس السابق لشركة (سيتي كورب)، بـ " انحطاط السيادة الوطنية " . ومع وجود كل أنواع تكنولوجيا الاتصالات في الإعلام الجماهيري وجمهوره الواسع، هناك أصوات قليلة محددة مسبقا وتحمل مؤهلات معينة تستطيع استخدام منبر الإعلام لتتحدث للجمهور الواسع، وهؤلاء كانوا في العادة يتحدثون عن الأمة وهوية الأمة بمصطلحات فردية. اليوم عدد الناس الذين يستطيعون المشاركة من خلال تكنولوجيا الاتصال الحديثة أكثر بكثير من الناس الذين كانوا يستطيعون المشاركة من خلال البث التقليدي أو الطباعة، وذلك لأن المهارات المطلوبة لمرسل الرسالة على الإنترنت لا تزيد كثيرا عن تلك المهارات التي يحتاجها مستقبل الرسالة. وهذا خلق على ما يبدو أزمة مفاجئة في تحديد المؤهلات التي تجعل الشخص مرسلا للرسالة وليس فقط متلقيا كما هو الحال في الإعلام التقليدي.
كما أن الزمن والمسافة يتأثران اليوم بانتشار تكنولوجيا الاتصالات في مختلف مجالات الحياة من الاقتصاد الدولي إلى التجارة الإقليمية، من التعليم إلى الترفيه، في كل من الثقافة الجماهيرية العامة والثقافة المتخصصة .
حيث انتقلت عملية تحديد الهوية الوطنية وتوجيه الدولة إلى الأثير في فترة نشوء الجيل الماضي والآن تنتقل هذه العملية إلى الإنترنت حيث يعاد تشكيل الهوية وتوجيه الدولة من خلال تكنولوجيا المعلومات الأكثر حداثة. بالنسبة للجيل السابق، كان التلفزيون والإعلام الجماهيري، الآن الإنترنت هو رمز تكنولوجيا الاتصال، ويتمثل الإنترنت في كونه شبكة عالمية للمعلومات ووسيلة اتصال فتنت الصحفيين والأكاديميين وبدؤوا يستخدموها لتوسيع مجموعاتهم المتخصصة. على الصعيد الاجتماعي، إن لم يكن التكنولوجي، الإنترنت جاء إلى الدول النامية ليصاحب البث الفضائي والهواتف الجوالة لتصبح جميعا قنوات مفتوحة للاتصال وأيضا للمشاركة في الساحات العامة التي خلقتها الوسائل الجديدة وتتمدد بشكل مستمر .

الأحد، 25 أكتوبر 2009

عولمة الثقافية فى عصر الإعلام الإعلام الإلكترونى الحر :

عولمة الثقافية فى عصر الإعلام الإعلام الإلكترونى الحر :

العولمة الثقافية هي أصل العولمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية، لأن الثقافة هي التي تهيئ الأذهان والنفوس لقبول تلك الأنواع الأخرى، وتجعل الناس مستعدين للانضمام إلى الأنظمة والمؤسسات والاتفاقيات الدولية. وتعتبر الثقافة عنصراً أساسيا في حياة كل فرد وكل مجتمع وكل أمة، وهي تشمل التقاليد والمعتقدات والقيم وأنماط الحياة المختلفة والفنون والآداب وحقوق الإنسان. إنها الهوية المُعَبِّرَة عن الشعور بالانتماء لدى أفراد كيان اجتماعي معين، والتي تُشْعِر أصحابها بخصوصيتهم، ورصيدهم المختزن من الخبرات المعرفية والأنماط السلوكية. وللعولمة الثقافية وسائلها ومضامينها؛ فوسائلها هي هذه الآلات والأدوات والأجهزة التكنولوجية والإلكترونية، أما مضامينها ومحتواها فهي هذه البرامج الفكرية، والتصوراتٌ الأدبية والفنية، والمذاهبُ والنظرياتٌ النقدية، والآراء العقائدية (الإيديولوجية)، ووجهات النظر السياسية، ونمط الحياة والتقاليد الاجتماعية في الملبس والمأكل والمشرب، والبرامج التمثيلية والغنائية والموسيقية، وما شابه ذلك . ومن هنا نجد أن العولمة ليست نظاماً اقتصادياً وحسب، بل ترتبط ارتباطاً عضوياً مع وسائل الاتصال الحديثة التي تنشر فكراً معيناً، و"ثقافة" معينة، يمكن أن نطلق عليها اسم "ثقافة الاختراق" . وعلى الرغم من إقرار المجتمعات الإنسانية على مر التاريخ بوجود تمايز ثقافي فيما بينها، فان ثمة اتجاه سائد الأن تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يدعو إلى إنكار هذا التمايز، على اعتبار أن التدفق الإعلامي عبر الحدود، والثورة المعلوماتية من شأنها نشر ثقافة كونية واحدة. وتبرز قضية الهوية الثقافية بمجرد حديثنا عن الانتقال عبر الحدود وخاصة في مجال المعلومات والأفكار والاتجاهات والأنماط السلوكية .